سؤال عالماشي-شوط مشعل الأخير !
2010-01-17 09:46:07
بقلم : موفق مطر
هل يستجدي رئيس سياسة حماس ضمانات دولية عبر اصدقاء الولايات المتحدة الاميركية واوروبا العرب لمرحلة ما بعد" الشوط الأخير" ؟! فأمين المكتب السياسي خالد مشعل يبث تطمينات ووعوداً" معسلة" حول المصالحة الفلسطينية لمتابعي ومتلقي نشرات الأخبار المرئية المصورة الى حد بتنا نخشى عنده التصاق المهتمين بالمصالحة الفلسطينية بشاشات" الفضائيات المتحمسة" لوفاقنا واتفاقنا ومصالحتنا، فضائيات لم توفر فرصة لشرخ مجتمعنا، وقسمنا شمالا وجنوبا، وقرض الفتاوى لتكفير بعضنا، وتحليل سفك دماء فلسطينيين على ايدي اشقائهم الذين يبشرون بالتربع على مراتب الأنبياء !.
نعتقد - اذا أحسنا الظن - بأن رئيس سياسة حماس يبحث عن ضمانات أوروبية واميركية بعدم اثارة الشغب في وجه حماس اذا فازت بالانتخابات التشريعية والرئاسية التي يراها البعض أنجع الحلول لانهاء انقلاب عسكر حماس الذي انتج الانقسام وتداعياته الخطيرة على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، فقادة حماس يحاولون بمقولة" الشوط الأخير" تطمين جماهير الحركة وجماعة الاخوان المسلمين بأن ورقة الانتخابات مضمونة في جيوبهم، وانهم يسوفون ويماطلون ويراوغون بانتظار تبلور موقف اميركي وأوروبي يرد على رسالتهم الأخيرة للادارة الاميركية التي اعلنوا فيها استعدادهم للقبول بدولة على أراضي العام 1967 والتزامهم بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي !...لكن وبما أن حماس تلطخ وجوه محسني الظن بكفي الشك والظن فنحن لا نملك الا التعبير عن المتراكم في نفوسنا من هواجس وتخوفات، فرئيس السياسة في حماس الذي برر الانقلاب الدموي، وكذلك الحنث باليمين في الكعبة المشرفة، بامكانه تفسير" الشوط الأخير" مستعينا" براجمة القرضاوي"! .فخالد مشعل يهدف لحرف أنظار الرأي العام العربي عموما والمصري والفلسطيني خصوصا عن أفعال عسكر انقلابه بغزة على الحدود مع الشقيقة مصر التي جاءت تلبية وتنفيذا لمطالب مخططات وأجندات اقليمية فارسية بامتياز يهدف لكسب الوقت لاعادة تجميع رفات مشروع" جبهة الانقاذ" الذي كان قد أعلن عن دخوله" شهر الحمل التاسع" بحضور عائلات الانشقاق والانقسام والانقلاب في العام الماضي"!.
يسعى مشعل لتجميع رميم مشروعه لانقاذ سمعة جماعته الاخوانية بعد ثبوت فشل حركته في الحكم والسلطة، وتأكد الجماهير من عدم قدرتها على تحقيق وعد واحد من الوعود والآمال والأهداف التي لاتعد ولا تحصى، فقد اتخم سلاطنة حماس الجمهور بما جرعوه من أطنان الكلام والشعارات، لكنه في الواقع مازال جائعا يشتهي الحرية والاستقرار والأمان، أما" حكومة الحركة الاسلامية" - كما سماها خالد مشعل واسماعيل هنية - فهي تصر على أنها حققت انتصارا الهيا ببقاء كراسي وزرائها فوق جماجم وعظام الشهداء، فيما آلاف الجرحى يتابعون استثمار الانقلابيين لاطرافهم المقطوعة واعاقاتهم بلا كراسي متحركة.
يروج مشعل مقولة الشوط الأخير لتذهب حماس الى الشوط الاضافي الأخير بعد اعلان مصر العربية انتهاء الوقت المحدد الأصلي للعبة المصالحة الفلسطينية، ليس بعامل القناعة بمبدأ المصالحة والوحدة الوطنية وانما لامتصاص ردة الفعل المصرية اثر وقوع عسكر حماس في فخ اظهار العضلات أمام الشقيق الأكبر، وتقمصهم دور الفتوة لصالح القوى الأقليمية، والجماعات العالمية بقتل الجندي المصري أحمد شعبان على برج حراسته في الأراضي المصرية فقادة الانقلاب في حماس الآن في وضع لايحسدون عليه بعد هجوم الاعلام المصري المركز على نهجهم وأساليبهم واستثماراتهم في الانفاق، واستهتارهم بأرواح الفلسطينيين واصرارهم على الحاق الأذى البليغ بالعلاقة التاريخية بين الشعبين العربيين: المصري والفلسطيني، فخشية اسماعيل هنية من تطور وتيرة الغضب الرسمي والشعبي في مصر دعاه لأن يطالب الأشقاء بمصر باخراس الصحافة ووسائل الاعلام المصرية، لأنه يدرك جيدا أبعادها وتداعياتها. وكأنه لايعلم أن قتل الجندي المصري قد جب فتاوى تحريم بناء الجدار الفولاذي المصري التي تطوع بها شيوخ جماعتهم فقط !.حيث بدء بالعمل على الجانب المصري بانشاء مرسى للقوارب سيكون بمثابة حاجز بحري فاصل. ومن يدري فقد تتطور الأمور الى مالم تستطع حماس تحمله، لذا فقد سارع مشعل لالتقاط الاشارات التي انطلقت مع تصريحات مصرية رسمية مفادها :"بأن الباب بين مصر وحماس لم يقفل نهائيا" فأعلن عن قرب انتهاء الشوط الأخير من المصالحة.. فهل سيسجل قادة حماس هدف التعادل في مرمى المصالحة الفلسطينية بعد ان سجلت حركة فتح الهدف الأول بتوقيعها على ورقة المصالحة ؟! أم أن حماس ستحول الخمسة عشر دقيقة" ربع الساعة الأخيرة" وهي الوقت المحدد لمثل هكذا اشواط الى خمسة عشر عاما تعمم فيها الحرائق على قطاع غزة والوطن حتى تبلغ رائحة شياطنا العالم، فيغلق نوافذه ويتركنا لوحدنا، فيما قوى الانقلاب بحماس تمارس هواية احراق قضيتنا وشعبنا في الخلاء.
</FONT>