جمهورية قطر القزمية والجزيرة
التاريخ : 26/7/2009 الوقت : 00:53 اسم الكاتب : د- ناصر إسماعيل جربوع د-ناصر إسماعيل جربوع / من المبرر سياسيا أن تميل الدول الصغيرة إلى عقد تحالفات لتحمى نفسها وتنطلق من سياسة حسن الجوار ،ونسج علاقات ودية مع دول الجوار لتحافظ على بقائها ، ولكن يبدو أن تلك المعادلة السياسية الجغرافية انقلبت رأساً على عقب بعد انقلاب والي قطر- الإسرائيلي- على أبيه وبروز نجم القرن حمد ورئيس وزراءه الأكثر صهيونية من الصهاينة ، ويبدو أن كلاهما أقسما على الإخلاص للمصالح الصهيونية والأمريكية ، ولكل من يعادي التطلعات العربية التكاملية في المنطقة ، فما من مصيبة عربية إلا من ورائها جمهورية قطر القزمية ! لدرجة أن رجل عجوز يفهم بعالم السياسة شبهها بالفأر الذي مد قدمه عندما حاول أحد الساسة أن يحدو فرسه 0
هذه هي حقيقة العصابة التي تحكم قطر ،وتلعب بمقدرات الثروة العربية التي حباها الله لشعب قطر المغلوب على أمره ، والتي استغلها حكامها المنبطحون لضرب المصالح العربية لخدمة الأهداف الصهيونية والامبريالية، وتضيق الخناق على القضية الفلسطينية، والعمل على تراجعها للمربع الأول عن طريق دعم الفتنة وعرقلة التوافق الفلسطيني وشرذمة القضية الفلسطينية، وتحويل فلسطين إلى كونتونات يسهل التحكم فيها، وتبقى إسرائيل هي الأقدر على مواجهة المقاومة الفلسطينية ، والمتتبع لسيرة انقلابي مشيخة قطر يلاحظ وبكل موضوعية أن حاكم مشيخة قطر حمد بن خليفة ينشغل بالإعلام ، لإبراز دوره هو والحاكم الفعلي لقطر رئيس وزرائه وزير خارجيته حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فهذا الأخير جرى تقديمه انه رجل إسرائيل في هذه المشيخة، الذي لولا الرضي الصهيوني – الأميركي عنه، لما تم الانقلاب الذي نفّذه حمد بن خليفة ضد والده الحاكم الشرعي للمشيخة خليفة بن حمد في حزيران/يونيو عام 1995، ويعتبر رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر هوا لقائد لقطر نحو تحقيق الأهداف الصهيونية الأساسية في الخليج و المشرق العربي، ومما لاشك فيه أن كل الانحرافات القطرية تمت على يد حمد بن جاسم وعلى رأسها:
1- اقامة علاقات مع الصهاينة، عبر مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة ، و يتجاوز دوره المرسوم له ليشمل خلخلة منطقة الخليج العربي لصالح إسرائيل ، وتعتبر قطر الآن محطة أساسية للاستخبارات الصهيونية ، تطل منها إسرائيل على هذه الدول ومما يؤكد هذا القول ما شهدته العاصمة القطرية في الأيام الأخيرة لقاءات أمنية وسياسية مكثفة مع الكيان الصهيوني ، تناولت الملف النووي الإيراني، ومسألة التطبيع العربي مع إسرائيل.
و مشاركة أمير قطر ورئيس وزراءه تدل على مدى الدور المناط بهما ، وتأتي هذه اللقاءات في أعقاب الخلافات الحادة بين أركان القيادة القطرية بسبب فشل سياسات الدوحة إزاء العديد من القضايا الجاسوسية في المنطقة ،وثبت بالدليل القاطع أن وفداً أمنياً إسرائيلياً أجرى في الدوحة لقاءات سرية مع قادة قطر على مدار ثلاثة أيام، نوقشت خلالها تقارير تقدمت بها القيادة القطرية عن العديد من الساحات في المنطقة.
ولتحقيق هذا الشأن الصهيوني توجه موفداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء 21-7-2009 إلى الدوحة، والتقى الأمير القطري ورئيس وزراء وزراءه، وبحث مع أركان القيادة القطرية بنود اتفاق عرف بإتفاق ) الدوحة - 'تل أبيب' ) تقوم على أساسه قطر بتطوير علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وفتح سفارة لها هناك، وأن تتحرك قطر لدى عدد من الدول العربية وتشجيعها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وان تدعو الدوحة إلى عقد جلسة لمجلس الجامعة العربية، والعمل على تعديل بنود المبادرة العربية، وتلغي بعضها لصالح التطبيع مع إسرائيل، دون مقابل.
وبات من المؤكد أن أمير قطر سيقوم بزيارة علنية إلى 'تل أبيب'، سيسبقه إلى هناك شخصيات اقتصادية قطرية بهدف إقامة مشاريع مشتركة.
2- إنشاء محطة ((الجزيرة)) القطرية، احد انجازات مشروع (الشرق أوسطية) الذي طرحه رئيس وزراء الكيان الأسبق شمعون بيريس ( رئيس الكيان الصهيوني الحالي ) بهدف تشريع الاحتلال الصهيوني في كل ارض عربية، وفرض إسرائيل عبر إعلام عربي كإحدى حقائق العرب، وإلغاء صفة العدو العنصري للعرب عنها، واستضافة المسئولين الصهاينة دائماً عبر برامجها ومذيعيها، ودخول أفكارهم وتنظيراتهم عبر كل بيت فضلاً عن انغماس الجزيرة القطرية في نبش كل ما يسيء إلى وحدة المجتمعات العربية ، عبر التركيز على قضايا لا أخلاقية تثير الفرقة والانقسام خاصة في الدول المحورية مثل مصر – فلسطين – السودان – الجزائر – المغرب – وغيرها من المناطق ذات الأطماع الصهيونية ، وذلك من خلال التركيز الشديد والمتعمد على ما يسمى بالأقليات سواء كانت العرقية، أو الدينية، أو المذهبية، فضلاً عن تسعير الحالات العشائرية والطائفية والحزبية ، وصب الزيت على فتيل الفتنة وتبني كل هذه الحالات، والدفاع عنها، كما الدفاع عن هواجس الأقليات، واحتضانها، بل وإطلاقها إذا لم تكن موجودة، وهو هدف صهيوني استراتيجي تسعى له قناة الجزيرة لإثبات نجاحها ، ومبرر وجودها الذي كان احد أهداف و نتائج مؤتمر مدريد عام 1991 ، من وجهة النظر الصهيونية 0
3- إنشاء أضخم قاعدتين أميركيتين خارج الولايات المتحدة الأميركية في قطر وهما قاعدتا السيلية والعيديد، اللتان تخرج منهما الطائرات الأميركية الضخمة لمراقبة السماوات والأرض العربية ، فضلاً عن تخزينها لأعتى ترسانة نووية و معدات قاتلة ، كثيراً ما اعتمدتها الطائرات والمدفعية الصهيونية لصب حممها على الأحياء العربية في كل من لبنان وفلسطين والسودان والعراق وسوريا .. وأشرسها خلال عدوان إسرائيل على لبنان صيف 2006، ثم عدوان الصهاينة على غزة في 27-12- 2008 00
الصراع على مراكز القوة والمال في قطر :-
يلجأ حمد بن خليفة إلى تهشيم صورة حمد بن جاسم بن جبر، ويعمل على الحد من طموحاته وشبقه إلى المال الذي جعله أسرع مليونير في العالم في مشيخة لم تكن تعرف إلا نفطاً ينضب، لولا ملايين الأمتار المكعبة من الغاز التي بدأت بعقد مبدئي بلغ 8 مليار دولار مع اليابان عام 1993، وقيل يومها أن هذه الصفقة هي التي أسالت لعاب الابن حمد والنسيب حمد لتدبير الانقلاب بعد عامين ، لم يترك حمد بن خليفة لحمد بن جاسم بن جبر مداه في التمتع بثروة الغاز ، والتي أصبحت ومنذ سنوات سبباً أساسياً في الغنى القطري الفاحش، حيث كان رجله عبدا لله حمد العطية غريم حمد بن جاسم بن جبر وابن العائلة الكبرى المشاركة في السلطة مع آل ثاني هو السد المنيع أمام أطماع حمد بن جاسم بن جبر.
وعبدا لله العطية الذي بات نائباً أول لرئيس الوزراء بصلاحيات فعلية يعيش فوق إمبراطورية الطاقة في قطر، هو نقيض فعلي وعملي لحمد بن جاسم بن جبر.
فعبد الله العطية رجل متقشف بكل معنى الكلمة، ويفرض هذا التقشف على نفسه وعلى وزرائه، وعلى العاملين معه، وهو أمر يقلق حمد بن جاسم بن جبر، الذي يرى في هذا التقشف صداً لمحاولاته الإفادة من هذه الطاقة لتسييل كل شيء في قطر كما الغاز، مشاريع وصفقات وعقوداً تفتح له باب منافسة أغنى أغنياء العالم..
السد الثاني--- الذي أقامه حمد بن خليفة حول حمد بن جاسم بن جبر هو زوجته( موزه بنت المسند ) التي يفخر الحاكم بأنه يستشيرها في كل صغيرة وكبيرة في شؤون مشيخته، حتى أنها دخلت السوق السياسية شريكة مع مصالح حمد بن جاسم بن جبر، مستندة إلى عدة اعتبارات:
*اولها: انها باتت احدي واجهات قطر للعالم، بعد الجزيرة !! و المكتب التمثيلي الصهيوني!! وقاعدتي العيديد والسيلية، والغاز القطري.!!!
*ثانيها: أنها باتت شريكة في السلطة فعلياً سواء مباشرة أو عبر أفراد من عائلتها جاءت بهم إلى اعلي مراكز السلطة والقرار عبر أجهزة الأمن، فمحمد المسند الذي جيء به كنائب مدير جهاز امن الدولة أصبح الآن مدير الجهاز، وخالد المسند كان يشغل منصب المنسق العام بين الديوان الأميري والأجهزة الأمنية، فلا يمر تقرير للأمير إلا عن طريقه،
وشقيقها (علي ) هو اكبر مقاول في قطر الآن وهو يدير لها أعمالها العقارية التي تجعلها من اكبر ملاكي العقارات في قطر.
أما آخر انجازاتها فهي تهيئة ابنتها هند لتتولى وزارة الشؤون الخارجية بدلاً عن عبدا لله آل المحمود الذي تشغل الآن مديرة مكتبه.
كل هذه المعطيات تجعلنا ننظر إلى دولة قطر أنها جمهورية قزمية معادية لمصالح الشعوب العربية ،، وتلعب دور متواطئ مع معسكر الأعداء وتعمل على تخريب جميع الحركات التحررية في المنطقة عبر إغداقها بالمال، والتنسيق مع مخابرات عالمية وإقليمية لضمان بقاء الحمدين !! على الحكم ، فقضاء الوزير حمد أيام مغموسات بالشهوة في قصره الذي اشتراه في نهاريا المحتلة أفضل بكثير من الوفاق الوطني الفلسطيني ، وأوامر يأخذها من حسنائه الصهيونية الروسية خبيرة التدليك أفضل عنده من سماع صرخات وانين جريح فلسطيني يحتاج سفرا للعلاج خارج غزة المحاصرة 0
وللتاريخ أقول أن ملوك الطوائف بالأندلس عاثوا فسادا وعمالة مع ملوك قشتالة أكثر منكم ولكنهم ذهبوا إلى مزابل التاريخ الواسعة أبوابها لتسع الكثير من أمثالكم 000
د- ناصر إسماعيل جربوع – باحث كاتب ومؤرخ فلسطيني