أن لم تستح فأفعل ما شئت ::
حماس تقول سحب الأجهزة النقالة ' الجوال' من أعضاء مؤتمر فتح لدواعي أمنية !!
التاريخ : 8/8/2009 الوقت : 21:09 أمد / تقرير إخباري / أقر أيمن طه وهو قيادي في حركة حماس بقيام جهاز أمن حركته الداخلي في غزة بسحب الهواتف النقالة من كوادر حركة فتح في القطاع ، قبل يوم من تصويتهم على مرشحي المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح .
وقال طه خلال تصريحات صحفية لقناة العربية الفضائية إن سحب الهواتف النقالة كان نتيجة لما وصفه أسباب أمنية نافياً أن تستهدف هذه الخطوة منع كوادر فتح من التصويت في مؤتمر حركتهم المنعقد في بيت لحم !!!.
والغريب أن أصوات حماس وألسنة قياداتها تفعل الأشياء وتلبّس عليها ، والعقل يسأل أي داعي أمني من نقال ، هو عبارة عن وسيلة إتصال ، ولماذا هذا الداعي الأمني خرج من الأدراج في هذه الاثناء ، عشية سماع حماس وأجهزة أمنها أن التصويت لإبناء فتح في غزة سيكون عبر الجوال ' النقال ' ، ولكن استخفاف حماس بعقول الناس وتحقيرها لمفاهيم الجميع بترويج أكاذيبها ، اصبح لا يحتمل ، ونكتة ملها الصبية .
وعودة الى تاريخ حركة حماس قبل أن يكون أحمد الجعبري والزهار وهنية فيها قادة ، وقبل أن نسمع عن فتحي حماد وأيمن طه ' دنجوان ' الحركة ، وغيرهم من الاسماء البربارة التي ظهرت بعد غياب أعمدة حركة حماس العظيمة أمثال الشيخ المؤسس أحمد ياسين وأسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي وحكيمها اسماعيل ابو شنب وكبار مقاوميها الذين حموا الثغور وواجهوا العدو الحقيقي ، ولم يكن في حسبانهم يوما أن يكون الدم الفلسطيني حلالا يمكن الغطس فيه ، برحيل ذاك الجيل الصادق من حركة أسست على تقوى الله وميثاقه الغليظ ، انكشفت عورات الحاليين ، فأصبح الكذب عندهم سياسة وجائز شرعا من باب تتويه ' الخصم ' وتضليله والحرب كر وفر ، واصبح الدم الوطني المخالف لحماس اليوم ، الصراط المستقيم لمن أراد دخول ' الجنة ' بسلام ، ومن يمنعه حرجه من ارتكاب هذه ' الفضيلة ' عليه بقرصين من ' الترمال ' ليتحول الى آلة مجردة من المشاعر تفعل ما يشاء الأمير وما يصدر عن نائبه .
حماس اليوم التي تجاوزت حدود المعقول باستهزائها واستخفافها وابتزازها لواقع غزة ، وتمرير وترويج ضلالاتها عبر وسائل اعلامها المشوهة ، لم تستند الى شرعية دينية او مدنية او حتى عدالة ' حيوانية ' بل أخرجت حركتها من مضمار المقاومة الشريفة الى مقاومة المقاومة ، بكثير تصرفاتها وارتكابها ما لم يكن متوقعا منها ، وقد يدرك من أراد الحقيقية أن القتل سهل ولكن الضمير الحي يستصعبه ويجعله مستحيلا حتى لو استبيح به دمه ، وهذا ما تربى عليه ابناء فلسطين منذ أن هجرت قبائلهم ومدنهم وقراهم واصبحت بعدهم اطلالا موحشة ، تربى الفلسطيني على أن يمسك دمه ليوم يحتاجه الوطن ، ولمواجهة عدوه الذي سلبه أرضه ونفاه من وطنه وأغتصب حقوقه ، امام هذا العدو يسهل العطاء والبذل ولو بالروح ، والحرية والجراح ، اما أمام الفلسطيني فلا ، ثقافة الدم الحرام التي تربت عليها أجيال وأجيال وعززها قادة كبار في حياة الفلسطيني أمثال الشهداء الكبار ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين و فتحي الشقاقي و ابو علي مصطفى وغيرهم من جسور العودة الى اخلاقيات الوطن ، وعلى حماس اليوم التي نسفت هذه الجسور وجعلت كل محرم وطني حلال ، وكل خط أحمر خط مشاة أمام مصالحها ، ستكتشف بعد حين وليس بالبعيد أنها تعرت كمجنونة هربت من مستشفاها في الشوارع تحطم كل ما يواجهها ، وأول الخاسرين هنا حماس نفسها وتاريخها الذي سطره شرفاء فلسطين وقابلوا به ربهم ، وهم على خير ، قبل أن يختطفهم مهوس اسمه أحمد الجعبري و مستهبل اسمه عماد عقل ، وابو أنس الغندور ومحمد ابو شمالة ومن خلفهم من ساسة يروجون لهم ما يرسمونه بدم شعبهم في كهوف الظلام.
وليتذكر القوم ما تفعله حماس اليوم بأبناء شعبها ، حتى إذا ما جاء وقت تدفع به الحساب ، وقفوا وقفة صادقة مع الذين ظُلموا وقهروا ومنعوا من حرياتهم وحرقت بيوتهم وقتلوا أبناءهم على أيادٍ خفية تلثمت في وضح النهار ومارست الظلم ، ولا ينسوا ذلك حتى لا يضللوا ببكائهم يومئذ على حماس ابرياء ينسحبون من منطقة العدل الى منطقة الحماقة والظلم بنصرة ظالم .