لقد نحل جسمي و لم أكن في السابق سمينا ، و لكن جسدي أمسى ضعيفاً وهينا ، لقد كنت ألعب كرة القدم منذ طفولتي ، و لقد كانوا يقولون أني محترف في الكرة ، نعم لقد كنت أداعب الكرة بمهارة ، لأنها كانت في الطفولة حبيبتي ، حبيبتي التي لا تفارقني و إن ماتت و انفجرت استبدلتها بأخرى كسابقتها ، لم تكن كرتي تخون و إن خانتني بالخسارة يوماً فإنها تقول بصمتها أنت من تجعلني أخون ، لم تكن جميلةً إلا حينما كنت أداعبها بقدمي ، كنت أنانياً بعض الشيء لا أميل للعب الجماعي ، و ذلك لأني كنت أحبها و أغار عليها ، أغار من كل قدمٍ تلامسها غير قدمي ، لم تكن تكذب و لا تجرح و لا تغدر ، كانت صديقتي التي أجد السعادة معها ، و لكني في آخر المطاف أنا من غدر بها و فارقها ، تركتها لأعشق حبيبةً غيرها ، لم تكن لها دموع تبكي لرحيلي أو عيون تبدي حزنها ، لم تكن لها أرجلٌ و لطالما تلاعبت بها الأرجل ، لم تكن لها أرجلٌ حتى تركض تحوي تحضن ليا الأرجل ، لم يكن لها لسانٌ لتتكلم ، و لا حتى رئةٌ لتتأوه و تتألم ، لم أرحمها أبداً حتى أني وضعتها في المخزن مسجونةٌ هناك ، و لما زرتها آخر مرة كانت ضعيفةً يخلو من باطنها الهواء .
نعم هي كرة القدم الرياضة العالمية التي صارت النساء تمارسها أيضاً .
لقد رأت النساء أن الرجال يعشقون الكرة ، و يفتتنون بها فنهضن يدافعن عن أنوثتهن ، و صاروا يعشقون الكرة كما يعشق الرجل الكرة ، و في الواقع هن ما عشقن الكرة سوى من أجل الرجال .
إنهن يبحثن عن رجل يسعى إليهن كما يسعى رونالدوا إلى الكرة ، و عن عاشقٍ يصيبهن منذ الضربة الأولى بدقة الإنجليزي بيكهام في تصويب ضربته ، يلزمهن رجل يحاورهن بفصاحة قدمي زيدان ، و يعادل سعره في سوق الرياضة كسعر طيارة حربية نشتريها نحن العرب لنحارب العرب ، و يتقاضى سنوياً ما يعادل ما يتقاضاه عامل فرنسي عادي في ستة آلاف سنة من العمل ، و عندما يصاب ركبتيه تظل الصحافة و فرنسا بأكملها رهن قدميه حتى يشفى ، لكون مجدها الكروي من صنع قدميه .
بمن تحلم النساء ؟ حسب استطلاعات الرأي : بلاعبي الكرة … إنهن يجدهن أكثر جاذبية من المغنيين و الممثلين فهم على الأقل من دون مكياج و عمليات تجميل ، حتى إن 50 % من الفتيات الإيطاليات يحلمن بامتلاك العصابة التي يضعها قائد المنتخب الإيطالي باولو مالديني على جبينه أثناء المباراة .
لا تعجبوا من ذلك فكما أن للرجال شهداء في كرة القدم ، فأيضاً للنساء شهداء فلقد فقدت فتاة مصرية توازنها و سقطت من الشرفة ، و هي منهمكة بتعديل الصحن اللاقط قصد متابعة إحدى مباريات كرة القدم ، و صار أيضاً للنساء ضحايا أيضاً مذ طلق رجل سعودي زوجته إثر احتفالها بفوز فريقها في كأس الخليج العربي ، بينما كان زوجها يشجع منتخباً آخر ، فأغاظه أنها راحت تطلق الزغاريد في المنزل ، بعد أن ارتدت ملابس تحمل شعار فريقها ، فاتصل بإخوتها لنقلها إلى منزل والدها .
الخوف أن يكون أبوها و إخوتها أيضاً من مشجعي فريق غير فريقها ، فتتقاذفها أقدام رجال القبيلة ، و تنتهي قصتها لا مطلقة و لا مردودة ، كان عليها أن تؤمن على آخرتها قبل أن تختار فريقها
ملك الغرام