نداء حماس: حررنا ' الأقصى' .. ننتظر ' المقاطعة'!!
التاريخ : 8/10/2009 الوقت : 07:38 كتب حسن عصفور/ مشهد عناصر أمن حماس أمام ضريح الجندي المجهول وهو يصرخون وينددون ويتهمون الرئيس عباس بـ'الخيانة' ويطالبون بمحاكمته ، بعض من التعابير المسرحية التي تستخدم دم الشهداء وجرائم الاحتلال ليس لملاحقة العدو ذاته بل لترتيبات سياسية خاصة ، ومع قيام أجهزة حماس الأمنية بتعليمات مباشرة من فتحي حماد ، مسؤول أمنها واعلامها بتوزيع ملصق للرئيس عباس يثير السخرية ليس الا ، فأن الصورة تكشف عن ملامح ' مخطط ' حماس السياسي .
وجاءت عملية ' تحرير ' جامعة الأقصى' من براثن حركة فتح ، وتطهيرها من عناصر ' تأجيل التقرير' ليكشف بشكل لم يعد به أي التباس بأن المعركة التي فتحتها حماس لاصلة لها مطلقا بتأجيل القرار الذي شكل ادانة للمحتل الاسرائيلي ولحماس ذاتها ، ولو استكمل نقاش التقرير أو بدأ فعلا في مجلس الأمن أو قبله في مجلس حقوق الانسان لتغير ' المشهد الاعلامي ' برمته ، ولخرجت وسائل اعلام دعم ' الفتنة والشقاق' لتهاجم مرة أخرى كما بدأت أولا وتتهم ' الصهيوني غولدستون' ولخرج بعض ممن تحدثوا واتهموا كل هذه التهم للشرعية الفلسطينية ليتهموها ولكن ليس لتأجيل التقرير بل للسعي لمناقشته .
ولعل الرئيس او صاحب القرار الذي طالب بتأجيل المناقشة ارتكب الخطأ مضاعفا ، ولو أنه تصرف بعقلية تآمرية أوسع لطالب به قبل غيره بمناقشة التقرير ليحاكم المحتل الاسرائيلي الذي ارتكب جرائم حرب لا بد أن يدفع ثمنها مهما طال الزمن ، فهي مسؤولية وطنية لا يجب أن تسقط بتأجيل التقرير ، كما انه سيلاحق حماس من قبل ' حلفاؤها ' الجدد في الغرب الأمريكي الاوربي ، وستدفع ثمنا يفوق ما يمكنها جنيه من ' صداقتها الحديثة الأمنية- السياسية' .
ولأن الخطأ الذي حدث وطريقة اخراجه مثل تعبيرا عن ' السطحية' والاستهتار' في التعامل مع القضايا المعقدة ، سمح لحماس ومنتجاتها الحديثة في دمشق ، بأن تستغل 'الخطأ' لتواصل ' الخطيئة' ليس فقط بالهروب من ' المصالحة' ( والتي يبدو أنها اكثر من هشة ان حدثت) بل للمضي في مصادرة الوطنية الفلسطينية لصالح مشروع ' ظلامي' فكري وسياسي يمهد الى ' اقصاء ' المشروع الوطني بكامله ، لتقاسم وظيفي – سياسي جديد وتعايش مع المحتل ضمن مفاهيم ترتكز الى ' فتاو' خاصة تبرر كل تنازل سياسي قادم.
فحماس فتحت حربا علنية على الشرعية الفلسطينية وصلت الى أن يعلن عزيز دويك ( رئيس التشريعي واقعا وليس قانونا) الطلب من الرئيس عباس الاستقالة ، وما لم يقله أنه ينتظر مفتاح ' المقاطعة ' ليستولي عليها ، ثم جاءت عملية' تحرير جامعة الأقصى' كتعويض عن ' المسجد الأقصى' ( يقل حضوره في اعلام الفتنة) في سياق تنفيذ حرب حماس على الأماكن الوطنية في قطاع غزة ، ولعل حماس ومن معها تعتقد أن هذه الحملة ' الارهابية' سثثمر نهاية المطاف عن فرض رؤيتها بالغاء الانتخابات العامة كاستحقاق وطني دستوري .
ولكن اليس غريبا أن يطالب عزيز دويك باستقالة الرئيس عباس دون أن يطالب بجراء انتخابات بديلا لها ، أم ان الطلب يقتصر على خطوة يعتقد أنه سيكون بديلها ، وإن كانت حماس على ثقة بقوة حضورها وموقفها فلتتحدى الرئيس وفتح والجميع وتسقطه شر سقطة عبر صندوق الاقتراع .. انها فرصتها السياسية الكبرى .. فلتستغلها بدلا من الصاق الملصقات والتظاهر الساذج ، وتوجه ضربتها القاضية الى ' سلطة المقاطعة' وأوسلو وكل ما أنتجته وتبني ' بديلها ' سلطة المقاومة والممانعة والمفارقة والمساومة ' حسب الحاجة .
هي فرصة تاريخية أن تصر حماس أولا ، وقبل غيرها على الانتخابات لتزيل كل ما هو غيرها بشكل ديمقراطي ، وليجلس ' دويك' فوق سدة الهرم ديمقراطيا ... لكن الكلام الكبير جدا ' هستيريا عشق غولدستون المفاجئة ' منها وقطر وبشارة وحزبه ، لا يستقيم أبدا مع رفض العملية الانتخابية كخيار ديمقراطي للحساب الوطني العام ، وننتظر جميعا حساب الشعب الفلسطيني ومن هو المندثر حقا..
ملاحظة: لتكن زيارة ميتشيل فرصة رد الاعتبار السياسي في وجه ' زمرة التآمر' المركبة بكل اطرافها..