الجنرال الغزى عضو فضي
المزاج :
| موضوع: مقارنة بين حماس الامس وحماس اليوم ومصيرها الحتمى السبت مارس 06, 2010 5:59 pm | |
| المصير الحتمي لحركة حماس التاريخ : 6/3/2010 الوقت : 12:41 اسم الكاتب : طلال محمود طلال محمود/بسيطرتها على قطاع غزة أصبحت حماس سلطة حاكمة، تحتكر أدوات القمع، وتسيطر على خطوط التجارة الداخلية، تفرض الضرائب، وتسيطر على الموارد اليسيرة التي يتوفر عليها قطاع غزة، وتجير كافة الوظائف الحكومية لأبنائها. بهذا فقدت حماس بريقها في أذهان الجماهير. حماس الأمس كانت الفصيل الفلسطيني الأقدر على حشد الناس، في قطاع غزة بالذات، أما حماس اليوم فتبذل من الجهد والإمكانيات والأموال الكثير حتى تستطيع أن تحشد مسيرة جماهيرية إلا أنها تفشل. وحماس الأمس كان من السهل عليها أن تنشر ما تشاء من الشائعات عن خصومها السياسيين في الساحة الفلسطينية وتجد الكثير من الناس من يصادق عليها، أما حماس اليوم فهي تقع ضحية ذات الأسلوب إذ أن الناس في قطاع غزة لديهم القابلية لتصديق كل ما يسئ لحماس. فحماس في العقل الجمعي في قطاع غزة أصبحت السلطة الغاشمة والمتجبرة والفاسدة التي تقتل الناس بغير وجه حق، وتطارد الناس في أرزاقهم، وهي التي تستأثر بالموارد والوظائف.، وهي التي تشرف على تجارة المخدرات وحبوب الترامال وعقار السعادة.حماس الأمس كانت في نظر الناس الفصيل الفلسطيني الأكثر تماسكا، والأقدر على الفعل. أما حماس اليوم فهي حكم تتنازعه أقطاب متنافرة ومصالح متناقضة. فبالأمس كانت الأصدق في مواجهة الاحتلال، والأقدر على تنفيذ أعتى عمليات المقاومة ضده، أما اليوم فهي التي تنسق بليل مع الاحتلال، وتضرب ببالغ القسوة على يد كل من تسول له نفسه بتوجيه طلقة واحدة نحوه. وهي التي لم تواجه الاحتلال في حربه البربرية على قطاع غزة في يناير 2009، وتركت كل القوى الأخرى تلاقي مصيرها في مواجهته، وانكفأت على أعقابها لتمارس كل أنواع القتل والتعذيب والقمع بحق الشرفاء في قطاع غزة.فحماس بانقلابها على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة فقدت جماهيريتها، وقدرتها على حشد الناس حول شعاراتها. بل باتت شعراتها محل نقد شديد في الأوساط الشعبية في القطاع، ولم يعد بالإمكان استخدام الدين في التقرب من الناس إذ أصبحت علاقة بالدين محل تشكيك. وهي لم تعد قادرة على تهييج عواطف الناس برفع شعارات المقاومة، بل باتت أبعد ما تكون عن العمل المقاوم في أذهان الناس.فتجربة حكم حماس المترتبة على انقلابها في قطاع غزة أفقدتها رأسمالها المعنوي والعاطفي بفقدانها الصورة النمطية لجماعة المؤمنين الورعين الصادقين في مقاومة العدو الصالحين في أمور حياتهم، القريبين من الناس في همومهم ومشاكلهم، المتصدرين للواء المطالبة بإصلاح شؤون البلاد والعباد. كل هذا يضعنا أمام السؤال التقليدي في مواجهة حالة التراجع الجماهيري التي تواجهها حركة جماهيرية بحجم حركة حماس، ما من عملية نقد داخل حركة حماس تلفت نظر أولي التأثير والنفوذ للمسارعة لعمل ما يمكن عمله للخروج من حالة التراجع تلك؟. الحقيقة أننا نسمع بين الفينة والأخرى عن مبادرات تلحظ بصورة أو بأخرى هذه المشكلة، إلا أن هذه المبادرات لم ترق إلى مستوى التحدي الذي تفرضه هذه المشكلة. والأخطر أن هنالك جيش كبير من أمراء السوء داخل حماس الذين تطورت لهم مصالح بالارتباط مع حالة الحكم الفاسد الذي تمارسه حركة حماس في قطاع غزة الذين يقفون إزاء تلك المحاولات النقدية بالمرصاد وتصوير الواقع بصورة تكفل لهم استمرار الأوضاع القائمة تمسكا بمصالحهم الرخيصة!. والأهم من ذلك كله أن حركة حماس بطبعة تكوينها الأيديولوجي الشوفيني هي في الحقيقة ليست بالقدر الكافي من القابلية التنظيمية لتقبل أي شكل من أشكال النقد الذاتي، بل بالعكس فلدى حماس مركبا شوفينياٌ يضع كل مبادرة للنقد الذاتي في إطار من التشكيك وسوء النية ويتم عزوه لأسباب شخصية الأمر الذي قد أطاح فعلا، تنظيميا أم جسديا، بالعديدين من أصحاب تلك المبادرات. فحماس الحكم لا تستطيع إلا أن تكون خاسرة في علاقتها بالجماهير، أما حماس الحركة الشعبية فلقد ذهبت بلا رجعة، ومن غير المتوقع أن نرى عودة إليها. فحماس تغيرت بفعل التجربة ولن تعود إلى سابق عهدها بالقرب من الجماهير، والجماهير لديها من الخبرات الأليمة والدروس الملموسة ما يقف حائلا دون عودة حماس. فلا خيارات أما حماس إلا أن تستمر حماس الحكم، الطريق الأكيد نحو غيبة جديدة للإخوان المسلمين عن مسرح العمل الفلسطيني. | |
|