البيض مفقود في غزة ::
مخيمات حماس الصيفية تتسبب بارتفاع اسعار السلع
التاريخ : 27/7/2009 الوقت : 18:05 أمد / تقرير خاص / دخل قطاع غزة حالة الحصار المشدد منذ سنتين ويزيد ، وعاش مليون ونصف مليون إنسان معاناة على غير مقاس واحد ، فالانسان العادي فقد عمله وجلس في بيته وانتظر 'كابونة' الجهات المساعدة وهيئات انسانية اهتمت بشريحة الفقراء او الذين اصبحوا فقراء فيما بعد ، وتقلبت الاسواق بين وجود السلع باسعار خرافية وبين فقدانها لفترات طويلة ، كما تغيرت ظروف قطاع غزة من الاحسن في البنية التحتية الى بنية مدمرة بعد الحرب الاخيرة ، وتعايش الانسان في قطاع غزة مع كل متغير مضطرا غير مختار ، ومازال الحصار في أشده ، ولكن ما خفف من منسوب الحرمان الأنفاق التي ساهمة باستقرار السوق المحلي نوعا مع مع سلة كبيرة من همومها وأثارها الكارثية ، حيث أنها لم تدعم الاقتصاد الوطني بشيء واستهلكن من الارواح ما يفوق التوقعات فإنهيار نفق يعني مقتل الاثنين وما فوق .
بجولة على اسواق متعددة في قطاع غزة وقف (أمد) على غلاء اسعار دون سواها رغم توفرها في قطاع غزة ، ليقف على اسباب هذا الغلاء الذي يضاف الى معاناة السكان في القطاع :
نصر تاجر في بقالة صغيرة بالثلاثينات من عمره ترك مهنته الرئيسة وهي البناء واتجه الى فتح بقالة صغيرة كي تكفيه كفاف عائلته يقول لـ(أمد) :' منذ فترة وتحديدا منذ دخول الصيف وبدء المخيمات الصيفة ، فقد البيض من المحلات واصبح تجار المزارع يوردون الى حركة حماس مباشرة ، ومن خلال تجار حماس يورد للمحلات والاسواق ، وهذا سبب ارتفاعا مفاجئا بسعر كرتونة البيض التي كانت بسعر 12 شيكل قبل المخيمات الصيفية واصبحت اليوم بمبلغ 17 شيكل ، ومن الطبيعي هذا الفرق لمسه المواطن العادي بظل الظروف الصعبة التي نعيشها في القطاع ، وحماس التي تسيطر على قطاع غزة بدلا من وقوفه مع التاجر الصغير ودعمه حتى يستقر على مصدر رزق يكفيه التسول وطلب المعونة من الجهات المساعدة والهيئات الدولية والتي تساعد مقابل أن ينزع الانسان كرامته ويرميها في اقرب حاوية بجانب مبنى الهيئة الدولية او الجمعية الخيرية ، يعز علينا ونحن شعب المقاومة أن نصبح متسولة ، من أجل أن تسيطر حماس على قطاع غزة وتتحكم به وبمن فيه من مقدرات واناس '.
رمضان ابن السادسة والثلاثين من عمره شريك شقيقه في مزرعة دواجن شمال قطاع غزة ، يقول لـ(أمد) :' وقعت عقدا مع تاجر كبير من حركة حماس على أن أورد له ناتج كل المزرعة هذا الموسم ، ولصالح مخيمات صيفية وتدريبية تقيمها الحركة في قطاع غزة ، وبعد أن وقعت العقد معهم علمت أن هذا سيؤثر على السوق المحلي ولم استطع التراجع للشرط الجزائي في العقد '.
غزة التي حكمت بظروف قاسية يزيده بقسوتها ادارة ضيقة تنظر لشريحة وفئة في المجتمع دون فئات وشرائح كثيرة ، لا تتماشى معها ولا تنتمي اليها ، لتحكم بما أيدي الناس وتتصرف بأموالهم وأمنهم كما تشاء ، لذلك يبقى القطاع على شرفة آيلة للسقوط ولا أرض معافية تحتها ، وسكان القطاع الذين ينتظرون نجاح الحوار واسترجاع شطري الوطن ووحدة القرار الى سابق العهد ، يعيشون على أمل اصبح أبعد مما كانوا يتوقعوا ..